[rtl]لقد وضع المسلمون الذين عاشوا في الأندلس في هذه الفترة طائفةً من علوم الدين وعلوم الدنيا، في صميم نسيج الحضارة الغربية الحديثة كذلك، كما نشروا القرآن الكريم والسنة في الأندلس على يد مدارس عديدة مثل المدرسة الظاهرية لابن حزم ومدارس أخرى عديدة كان لها إسهامها الفكري في تكوين مدارس فقهية متميزة، اعتمدت في اجتهاداتها على الكتاب والسنة مع مراعاة الضروريات والحاجيات وأيضًا الأعراف والعادات الّتي كانت تأخذ بها بلاد الأندلس، وهي بلاد أوروبية تختلف كثيرًا عن بلاد المشرق الذي نشأ فيه الإسلام أساساً، وهكذا علم المسلمون وتعلموا كيف يمكن أن يتشكل الفقه والقانون وفقًا لظروف الزمان والمكان مع مراعاة القواعد الكلية والمبادئ الرئيسة للشريعة الإسلامية .[/rtl]
[rtl] كما كانت العقيدة الإسلامية بأسسها القديمة أساسًا للبناء الحضاري الزاهر في الإسلام، وارتفع منبر التوحيد ليقر بالألوهية لله الخالق الواحد للناس كلهم تحت لوائه أكفاء. كانت هذه النظرة تعطي قيمة للإنسان والعلاقة بالكون والحياة، وتنظم حقوق الإنسان بالمفهوم الحديث .[/rtl]
[rtl] إن أحد المحاور الرئيسية لحضارتنا يقوم على قوة العقيدة الإسلاميّة وارتباطها بالتّوحيد والبعد بالإنسان عن الشّرك بالله والاعتماد على الله وحده والتوجّه إليه وحده والخوف منه وعدم الخوف من أيِّ مخلوق مهما كان وضعه وهو عامل من أهمّ عوامل قوّتها.[/rtl]
[rtl] كما أن شريعة الإسلام شريعة سمحة تقوم على دعائم تشترك فيها معظم الشرائع الرئيسة في العالم، لذا فقد حملت راية العدالة والمساواة ورفع الحرج والتدرّج في الأحكام، مما جعل مؤسسي محكمة العدل الدولية يعتبرونها إحدى الأنظمة القانونية الرئيسة في العالم، وقد عاشت العقيدة والشريعة بمانتج عنها من فقه وفكر في أفق الحياة الأندلسية فأنتجت علومًا لها أهميتها في التاريخ الضحاري الإسلامي.. ولا يمكن أن نُهمل البيئة العلمية والفكرية التي عاشها المسلمون في الأندلس والتي وضعت أسس العلوم الاجتماعية والمعارف والنظريّات العلميّة في مجالات العلوم الاجتماعية والتطبيقيّة على حدٍّ سواء، وإذا كان الكثير من مناهج البحث العلمي والتراث الفلسفي الإنساني قد تمّ ترجمة الكثير منه من اليونانية،[/rtl]
[rtl]إلا أن الكثير مما كان عند المسلمين في الأندلس قد نتج من حضارات العالم الآخر، أعني الحضارات الشرقية التي انتقلت إلى الحضارة الإسلامية، عندما فتح المسلمون بلاد فارس والعراق. لقد انفتح المسلمون دائمًا على الحضارات الأخرى وانصهرت الجماعات الأخرى من البلاد المفتوحة في الحضارة الإسلامية لذا فإن الكثير من الأصول الفنية في العمارة والرسم والفنون الأخرى، بما في ذلك فنون الموسيقي قد دخلت من باب واسع في الفن الإسلامي وبالطبع خضعت لكثير من التغيرات بفعل عامل العقيدة والسير مع أصولها، وتهيئة الحياة لممارسة العقيدة الإسلامية .[/rtl]