مادونا عسكر - لبنان
سألني الحبيب مرّةً:
- ماذا لو قلت لكِ تعالي نموت حبّاً؟..
عانق قلبي قلبه
أسلمت له روحي
وأهديته زنبقاً...
ففي عرف المحبّينْ
يطرح الزّنبق عند أقدام القدّيسينْ.
جال بطرفه في العالم الخاوي الحزينْ
ثم انحنى على كوخي العائل الصّغيرْ
وسألني ثانيةً:
- ماذا لو قلت لكِ: تعالي نموت حبّاً؟
طارت بي الرّوح إليهْ
أودعتني عند مذبح كفّيهْ..
وعلى وقع انسكاب الجَوْدْ
وأنا مجلّلة حسناء خوْد
زرعتني نجمة في غداتهِ
وجعلتني دعاء في صلاتهِ...
كلّما أغدق نوره الوهّاجْ
ترنَّحتُ من فيض التّحنانِ
واختلْت في رحْب الجنانْ...
استحال كوخي سفينة
باسم الحبّ مجراها
وللآباد عقباها...
جرت ورست عند شاطئه الأمينْ
تعانق برّ القطين...
على الضّفّة الأخرى من العالم الغريبْ
عدنُ جديدة، أزهرت فيها شجرة الحياةْ
تمنح الأبد وتقي المماتْ...
كرمةٌ، تعانق بكائرها السّماءْ
تحدّث بمجد الحبِّ
فتذوب الجبال هباءْ...
وما هو إلّا يوم كألف سنة في عيني الحبيبْ
وما هي إلّا ألف سنة كيوم في حضوره المهيبْ
حتّى أمسكَ دفّة سفينتي...
عانق سكونيَ الأليمْ
داوى كياني السّقيمْ
ودعاني قائلاً:
- تعالي نموت حبّاً...
استودعت روحي بين يديهْ
أحنيت رأسي على كتفيهْ
ودون أن أنظر في خجل عينيهْ
أهديته زنبقاً
بالجلال مكلّلاً...
همست في سرّه قصيدة شوقي القديمْ:
- سيّدي..
أنت تعلم حبّي...