قد يتساءل البعض فيما إذا كانت السعادة خياراً يتبناه الإنسان، أم أنها نتيجة ظروف معينة أدت إلى السعادة أو التعاسة. هنا يمكننا القول بأن السعادة الحقيقية قد تكون خياراً أو نتيجة ظروف إيجابية أدت إليها، لكن الفكرة الأكثر قوة عن موضوع السعادة هو أنها خيار، طالما أن الإنسان يستطيع أن يحقق ولو الحد الأدنى من السعادة في أية ظروف أو بيئة كانت، فما أسرار العيش بسعادة؟
أوضحت دراسة برازيلية لمعهد ديستاك المعروف بنشره للدراسات الاجتماعية والأسرية والزواجية، أن الشعور بالسعادة أو التعاسة يمكن أن يكون نتيجة حالات نفسية مختلفة، ولا تقصد الدراسة هنا الدخول إلى عالم الفلسفة لتحليل الأمور، ولكن بالرغم من ذلك فقد تكون هناك أفكار فلسفية تظهر تلقائياً بسبب التركيبة الصعبة لموضوع السعادة. فهناك أناس لا يشعرون بالسعادة إلا إذا كانوا في حالة من الحزن، وهنا يمكننا القول بأن هذا الخيار هو ميل نفسي، إذ إن أحداً لا يجبر هذا الشخص أو ذاك أن يشعر بالسعادة أو الحزن، كما أنه ليست هناك حالة نفسية مرضية تجعلنا نختار الحزن لكي نشعر بالسعادة.
علّق خبراء الدراسة: «الحالة النفسية الصحية تستطيع أن تفرق بين السعادة والتعاسة، ولكن الميل النفسي غير قادر على تحديد الفروق بين أشياء كثيرة. هنا يمكن أن نسميه سمة من سمات الشخصية».
السعادة المزيفة
تشير الدراسات الحديثة ببساطة إلى أن السعادة المزيفة تعني تدخل المزاجية فيها، بحيث إنك لا تستطيع أن تعرف إن كان الشخص سعيداً أم لا. ففجأة نجده يتغير أو يتأثر لأصغر التيارات الحياتية بسبب المزاجية، عندئذ نكتشف أن مثل هذا الشخص كان يتظاهر بالسعادة... أما السعادة الحقيقية فهي تلك التي تبدو كخط مستقيم غير متعرج.
أسرار السعادة
إن الإنسان الذي يشعر بسعادة حقيقية ليس بحاجة للتصريح بذلك طوال الوقت، بل إن سعادته تعتبر متكاملة؛ لأنه يريد ذلك. ولهذا السبب فهم، أقصد السعداء الحقيقيين، لديهم أسرار لا يبوحون بها لكي لا تتأثر هذه السعادة بأي تيار من تيارات المزاجية. فهم لا يبوحون بتسعة عشر سراً يقبع في داخلهم.
أولاً، هم ليسوا سعداء طوال الوقت
أي أننا قد نفكر بالسلبيات أحياناً كثيرة، ولكننا نفكر بالإيجابيات وقتاً أطول وهذا ما يجعلنا سعداء. فمن يشعر بسعادة حقيقية ليس بحاجة إلى نقل سلبية من السلبيات إلى الآخرين؛ لأنه يدرك بأن هذا التفكير السلبي أو ذاك لن يدوم طويلاً في قرارة نفسه.
ثانياً، تعلموا كيف يقولون «لا» عندما تكون هناك حاجة لذلك
ولذلك فإن ما بداخلهم يكون صافياً يحافظ على الشعور بالسعادة، وهم في الحقيقة عندما يقولون «لا» فإن ذلك نابع من قلوبهم.
ثالثاً، لم تكن حياتهم سهلة
فمن يشعر بسعادة حقيقية في الحياة لا يعني بأن حياته سارت على نحو مثالي، بل كانت هناك معاناة إلى أن وصلوا إلى مرحلة السعادة، لكنهم لا يفضلون الحديث أو البوح بذلك.
رابعاً، يعرفون نقاط الضعف في شخصياتهم
فهم قادرون على التعامل معها، ولذلك فهم لا يبوحون بها؛ لأنهم يعلمون بأن أحداً لن يهتم بما يدور في داخلهم، ويكفي بأنهم راضون عن أنفسهم وصادقون مع الذات، بحيث لا يجعلون تلك النقاط الضعيفة في شخصياتهم تؤثر سلباً على الآخرين.
خامساً، يتجنبون الشعور بالتوتر في حياتهم
فهم يبعدون أنفسهم عن الأشياء التي توترهم. وإن شعروا بالتوتر فإنهم قادرون على التعامل مع ذلك من دون أن يبوحوا بذلك للآخرين.
سادساً، يمارسون الرياضة بشكل مستمر
فهي تمنحهم الشعور بالسعادة بسبب العناية بالصحة، ومن كان سعيداً حقاً فهو لا يتباهى بأنه يمارس الرياضة بشكل دائم.
سابعاً، هم قانعون بما يملكون
هم أيضاً قانعون بما يخصهم وليست هناك حاجة للبوح للآخرين بهذا الأمر.
ثامناً، لا يطلقون الأحكام على الآخرين
وذلك مهما تصرفوا، ولذلك فإنه من الصعب جداً معرفة رأي الإنسان السعيد بالأمور التي تتطلب إطلاق الأحكام على الآخرين.
تاسعاً، يعرفون كيف يعيدون التركيز على الأمور
فهم يستطيعون وبسرعة العودة إلى رشدهم في المواقف الصعبة، وإعادة التركيز الذهني من أجل إيجاد الحلول المناسبة.
عاشراً، لم يفقدوا براءة طفولتهم
غالبية من يشعرون بسعادة حقيقية يملكون براءة طفولية مؤثرة، ولكن لا يمكن الشعور بها ويعتبرونها من الأمور الخاصة جداً عندهم، والتي تجعلهم يبدون صادقين مع الآخرين.
حادي عشر، يتعاملون مع الخوف وجهاً لوجه
هم لا يخافون من الحقيقة ومن مواجهتها، ولذلك فهم يعرفون كيف يتعاملون مع الخوف من دون أن يبوحوا بذلك للآخرين.
ثاني عشر، يحبون المغامرة المحسوبة
يحبون المغامرة المحسوبة، ولكنهم أيضاً لا يبوحون بذلك أمام الآخرين.
ثالث عشر، لا يحملون الأحقاد
أكدت الدراسة البرازيلية بأن السعداء الحقيقيين لا يحملون الأحقاد تجاه الآخرين، وتجاه حتى من أساءوا بحقهم في الماضي؛ لأنهم يعلمون بأن حمل الأحقاد يفسد السعادة الحقيقية.
ربع عشر، يشجعون الآخرين
السعيد لا يملك أية غيرة أو حسد تجاه الآخرين. وكما قالت الدراسة، فإن من يشعر بالسعادة حقاً لا يتباهى من أجل إثارة حسد الآخرين.
خامس عشر، يعشقون الضحك
السعيد في كثير من المواقف يتحكم بضحكه لعدم إزعاج الآخرين.
سادس عشر، هم صادقون مع أنفسهم أولاً
من يشعر بالسعادة الحقيقية يكون صادقاً مع نفسه أولاً، ومن ثم مع الآخرين.
سابع عشر، يطلبون المساعدة من الآخرين إذا احتاجوا لها
من يشعر بالسعادة الحقيقية لا يتكبر على طلب المساعدة من الآخرين إذا احتاجوا لها. وهذا هو أمر لا يبوح من يملك ذلك الشعور النبيل بالسعادة.
ثامن عشر، يتفهمون الاختلافات بين الناس
الإنسان السعيد بحق يتفهم الاختلافات بين الناس ولا يدخل في صراعات مع الآخرين. وهذه صفة أيضاً لا يبوحون بها طالما أن سلوكهم يدل على ذلك.
تاسع عشر، يحبون الحياة
حب الحياة يجلب السعادة، وهذه حقيقة معروفة، وليس هناك حاجة للبوح بها بالنسبة للسعداء الحقيقيين في الحياة.