تبرعات وألغام أرضية
وعلى الرغم من غلاء الأسعار فهناك فئة صغيرة تشتري الغذاء، ويقول التناوي: "لهذا السبب نطلب التبرعات حتى تستطيع الناس أن تشتري أي شيء"، مذكراً بأن "مضايا منطقة جبلية والشتاء فيها صعب جداً، خصوصا مع انعدام وجود مواد التدفئة، والثلج صعّب مهمة جمع الأعشاب لطبخها". ويلفت الناشط "أبو عابد "إلى أن "الأموال تصل عبر حوالات، فهناك طرق مختلفة لم اطلع عليها توصل الأموال إلى الجمعيات الإغاثية أو أشخاص لهم علاقات مع الأخيرة".
ولا يقتصر الحصار على حواجز أو نقاط عسكرية، بل اقدم النظام والحزب على رفع ساتر ترابي ارتفاع 4 أمتار على طول أكثر من 3000 متر، اضافة إلى زرع محيط البلدة بأكثر من 6 ألاف لغم أرضي، ويشير التيناوي إلى أن "أكثر من 15 شخصاً تم بتر أطرافهم بسبب الالغام وأكثر من خمسة قضوا لحظة انفجارها".
"حزب الله" المتشدد
ماذا عن المعارضة الملسحة في مضايا؟ يجيب أبو عابد: "تتبع المعارضة للمجلس الثوري الذي يضم فصيلي "أحرار الشام" و"الجيش الحر" وتعتبر مضايا منطقة مهادنة لذلك ليس فيها قوات للمعارضة، وليس هناك من أعمال عدائية ولا تشكل تهديداً إلا للحزب أو النظام"، معتبراً أن "الحصار هدفه الضغط على جيش الفتح في ملف الفوعة وكفريا".
الأكثر تشديداً على الحواجز بالنسبة إلى "أبو عابد" هم "عناصر حزب الله وهم المستفيدون مادياً"، لكنه يؤكد أن "كل نقطة عسكرية يوجد فيها من النظام والحزب، وهناك نقاط مستقلة لكل طرف، ولا يتم مهاجمة النقاط بسبب هدنة الزبداني"، معتبراً أن "فك الحصار بات مرتبطاً بالفوعة وكفرياً وإذا حلت المشكلة فسيكون الأمر سهلاً".
وبالنسبة إلى التيناوي "إنها حرب إبادة باستخدام سلاح الجوع، وهناك مؤشرات مجزرة جوعاً ان لم تتسارع الاحداث"، وانتقد "خيانة الامم المتحدة لأابناء مضايا وعدم مساعدتها لهم".
الفوعة وكفريا... "لا جوع"
مضايا والفوعة وكفريا تتشابه بالحصار، لكن الاختلاف أن "في البلدتين الاخيرتين لا موتى جوعاً"، ويقول الناشط السوري عماد أبو أيمن المتواجد في محيط البلدتين المحاصرتين من "جيش الفتح" في ادلب: "من المفترض أن تكون حال البلدتين، حيث يعيش نحو 27 ألف نسمة، مشابهة لكن الوضع فيها مختلفاً، فالحوامات التابعة لقوات النظام السوري لا تتوقف عن إلقاء السلال المظلية المحملة بالمواد الغذائية والطبية، علماً أن هذا الأمر يعتبر خرقا للهدنة المبرمة بين النقيضين برعاية أممية كان عنوانها من جهة النظام (الجوع أو الركوع) والتي قبل بها سكان الغوطة المحاصرة لإنعدام البدائل. ناهيك عن دخول المواد الغذائية الى البلدتين المحاصرتين بموجب الهدنة والتي دخل مثلها لبلدات مضايا والزبداني وغيرها المحاصرة مع فارق أن ما دخل إلى الاخيرة كانت مواد منتهية الصلاحية".