احمد محي الدين الريس

احمد محيي الدين الريس
أمير البحار العثماني

في تاريخنا الاسلامي كثير من المجهولين الذين قدموا للأمة خدمات جليلة ولا يعلم عنها كثير من الناس وموضوعنا اليوم يتكلم عن شخصية عظيمة في التاريخ الاسلامي نالت من النسيان مانالت حتى أصبحت كل إنجازاته محبوسة في خبايا الارشيف عليها غبار الزمن شاهدا على عظمة هذا الرجل الذي ايضا كانت نهايته مأساوية بوشاية حاقد عند السلطان أدت الى إعدامه رغم الخدمات الجليلة التي أداها للإسلام والمسلمين
ولو سلط الضوء على هذا البحار لتغيرت كثيرا من النظريات الجغرافية لانه اثبت رحمه الله تعالى انه اول من اكتشف الأمريكتَين وليس كريستوفر كولمبس كما يُزعم الاوربيون واذنابهم من العرب المتأوربين وأثبت اكتشافه بالخرائط لامريكا قبل كولمبس وقد اعترفت ناسا مؤخراً بهذا وتعجبت كيف برسم محي الدين الريس أمريكا بهذه الدقة وكيف رسم القارتين القطبيتين وهذا يعني انه وصل اليها قبل الأوربيين وقبل ان يعرف الأوربيين أمريكا او القارتين القطبيتين المتجمدتين
والان دعونا نعرف من هو هذه الشخصية
انه احمد محيي الدين الريس او محيي الدين بيري ريس كما ينطق باللغة التركية
حياته:
ولد الريس في غاليبولي التي تقع على الجانب الغربي من مدينة اسطنبول التركية وهي الان حي من احياء إسطانبول وذلك بين عامي ١٤٦٥م او ١٤٧٠م على خلاف بين المؤرخين لكنه ولد في حدود هذه السنوات في عهد السلطان سليمان القانوني رحمه الله وهذا يعني انه عاصر الدولة الاسلامية في قمة اتساعها وقوتها وعظمتها حيث كان يلقب السلطان سليمان وقتها بسلطان الارض والبحر وبلغت الدولة الاسلامية في عهده أقصى اتساع لها وكانت هي الآمرة الناهية في تلك الفترة والقوة الاولى عالميا حيث كل أوربا الشرقية ابتداءا من المجر ويوغسلافيا واليونان الى حدود النمسا كلها تحت سيطرة الخليفة العثماني ومن اسيا الى حدود الصين ومن افريقيا الى حدود اسبانيا وحدود اثيوبيا دولة قوية لاتعلوا فوقها اي دولة في هذا الوقت ولد الريس فالتحق بالكتاتيب التي كانت موقوفة لتدريس القران الكريم والشريعة الاسلامية وأتم العلوم الدينية كلها وعمره ١٢عاما ثم التحق وعمره ١٥عاما بالبحرية العثمانية القوية في تلك الفترة الزمنية وتدرج في المناصب وخاص الحروب الكثيرة حتى عينه السلطان سليمان أميرال على البحرية العثمانية في قناة السويس وأوكل اليه مهمة حماية سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر والبحر العربي من هجمات البرتغاليين وكانت البرتغال في تلك الفترة من اقوى الدول بحريا تمتلك أساطيل كثيرة وخبرة كثيرة في مجال البحر لكنها على البر قوة ضعيفة ولا تستطيع فعل شئ وكانت حركة الكشوف الجغرافية في أوجها التي برعت فيها البرتغال في تلك الفترة باكتشاف راس الرجاء الصالح او راس العواصف وهو مضيق في اخر افريقيا يربط المحيط الأطلسي
ببحر العرب والمحيط الهندي وبهذا استغنى الأوربيين وقتها عن قناة السويس التي لم تكن حفرت اصلا ولكن يؤتى بالبصائع على البحر المتوسط فتنقل عبر الجمال الى البحر الأحمر ثم الى الهند وهذا يكلف الأوربيين الكثير من نقل وعمولة وتراخيص من الدولة العثمانية وتكون البضائع كلها ملك للخلافة الاسلامية ولابد ان يدفع الأوربيين الاثمان الباهظة لتوصيل هذه البضائع للهند واستيراد ايضا البصائع من الهند لهذا فكر الاوربيون في خط ملاحي اخر يجنبهم كل هذا العناء
نكمل لاحقا

بقلمي
ابوووووووووائل
١٠/١٠٢٠١٥

يتبع

قلنا ان الأوربيين فكروا في إيجاد خط جديد للملاحة لايمر عبر أراضي المسلمين وحيث ان البرتغاليين برعوا في تلك الفترة في العلوم البحرية وكانت أساطيلهم تجوب البحار فقد أوعز ملك البرتغال خوان الثاني الى عدد من الملاحين للبحث عن طريق اخر ولم يكن أمامهم الا المحيط الأطلسي والتوغل فيه جنوبا حيث انه لم يتم اكتشاف هذا المحيط من جهة الجنوب الا ان خرائط
محيي الدين الريس تكشف انه عرف المحيط قبلهم ورسم خرائط له بجزره المعروفة الان
انطلق البرتغاليين من البرتغال لاكتشاف المحيط الأطلسي وقد برع الكثير مثل داليمدا وفاسكوا ديجاما والبارثلميوا دياز لكن مايهمنا هو البار ثليموادياز وهو إسباني الأصل والمفاجأة الكبرى انه عربي من عرب الأندلس الذين قضت عليهم محاكم التفتيش الاسبانية بعد سقوط غرناطة سنة ١٤٥٣م وخيرتهم بين اعتناق المسيحية او القتل فاختار هو وابوه المسيحية ظاهرا ولكن ظلا على إسلامهما وكان ابو ثلميو بحارا ماهرا علم ابنه كل الفنون البحرية فيرع الابن ثلميوا في هذا والتحق بكلية هنري الملاح البحرية في البرتغال وتخرج منها ثم لبراعته كلفه الملك خَوَّان الثاني بعبور الأطلسي للجنوب للبحث عن طريق اخر للتجارة استغل ثلميوا الباخرة واتجه جنوبا واكتشف بعض الجزر في المحيط الأطلسي حتى وصل الى موزمبيق هناك قابل البحار العُماني المسلم احمد بن ماجد وفوجئ ثلميوا ان احمد بن ماجد لديه بوصلة بحرية وعلمه كيف يستخدمها وفوجئ ان البحَّارة المسلمين يعرفون مضيق راس الرجاء الصالح وهم من دلوه عليه لهذا واصل ثلميوا الرحلة جنوبا مستخدما البوصلة التي عملها له احمد بن ماجد وهناك وصل للمضيق وكان بهذا هو رجل اوربي يصل للمضيق بعد المسلمين وأسماه راس العواصف نظرا لكثرة العواصف في تلك المنطقة وليس صحيحا مايقال ان فاسكوا ديجاما هو مكتشف مضيق راس الرجاء الصالح انما الذي اكتشفه هو البار ثلميوا دياز اما ديجاما فانه اول من عبر المضيق من الأوربيين متجها للهند وهذا سبب الخلط بين المؤرخين ورغم انه كان طريقا طويلا الا ان الأوربيين فرحوا به لانه يجنبهم الدخول في بلاد المسلمين وبعدها وصلت البارجات البرتغالية الى المحيط الهندي ثم البحر العربي واتجهت للهند وأشتبكت هناك مع البحرية الاسلامية لكنها استمرت في التقدم حتى وصلت مدينة كالكوت الهندية أالتي أعدت العدة لصد الهجوم البرتغالي وكانت معركة كالكوت الأشهر اذ انهزم البرتغاليون شر هزيمة من المسلمين هناك وعادوا أدراجهم الى عمق المحيط في هذا الجو المحموم عاش محيي الدين الريس واشتبك مع البرتغاليين في عدة جبهات سطر خلالها الكثير من النصر عليهم وكانت اخر معركة اشتبك معهم في معركة على شواطئ الخليج العربي وانهزم فيها الريس مما اثار حنق والي البصرة عليه ويبدو ان هناك خلاف بين الرجلين استغله والي البصرة بهذه الهزيمة فوشى به عند السلطان فاقتيد الى القاهرة واعدم هناك وللاسف لايتوفر لدينا تفاصيل إعدامه لكنه كان يستحق التكريم ودائما قدر العظماء ان يواجهوا هذا المصير
مايهمنا هو انه الف كتاب بحرية وسلمه للسلطان سليمان القانوني ورسم خارطتين للعالم الاولى انتهى منها سنة ١٥١٣م وظهرت فيها أمريكا الجنوبية والشمالية والتي لم تكن معروفة في ذلك الوقت ولا احد اكتشفها حتى كولمبس لم يدري انه اكتشف قارة جديدة وسماها الهند الجديدة
والخارطة الثانية انتهى منها ١٥٢٨م ايضا للعالم ظهرت فيها أمريكا الشمالية وجزيرة جرينلاند الممر البري لامريكا وظهرت فيها القارتين القطبيتين وظهرت فيها ايضا
مكان جزيرة أطلانطيس المفقودة في عمق المحيط الأطلسي وظهرت فيها ملاحظة كتبها الريس بنفسه يتحدث فيها عن اكتشاف أمريكا ويصف تضاريسها وقد سلم الخارطتين للسلطان سليم الاول والسؤال الذي حير العلماء كيف رسم الريس أمريكا بهذه الدقة وكيف وصل للقطبين ورسمها رغم انها ثلوج وعواصف طوال العام وهذا السؤال الذي طرحته وكالة الفضاء الامريكية ناسا وأندهشت من دقة الرسم وتحديد الأطوال والمسافات التي تكاد تنطبق على الخرائط الحالية للعالم معنى هذا ان المسلمين كانوا وصلوا الى أمريكا واكتشفوها قبل كولمبس بسنين عديدة وهذا يفسر اندهاش كولمبس نفسه عندما كتب في مذكراته انه وجد أقواما في القارة الجديدة أمريكا يكتبون لغتهم من اليمين الى الشمال كما يكتبها عرب الأندلس يعني كانوا يكتبون العربية اذا لاغرابة فقد وصل قبل الريس مجموعات من المسلمين الى هناك واكتشفوا القارة بل واستوطنوها وايضا هذا يفسر لنا لماذا وجد المؤرخين خريطة الريس قد اعدم جزء منها ولماذا حورب الريس واعدم وهل لوالي البصرة الذي وشى بأحمد الريس وتسبب بإعدامه علاقة بالبرتغاليين
الذين طبعا يريدون ان تكون لهم السيادة البحرية وان يكون اكتشاف الأمريكتَين منسوبا لهم ولماذا تم التكتم على إرث احمد الريس وهل لحركة التتريك والطورانية دور في اخفاء هذا الارث الكبير وهل للعلمانيين واللبراليين الأتراك والعرب دور في طمس هذا التاريخ العظيم كلها أسئلة حائرة وكبيرة تحتاج الى بحث
الجدير ذكره ان خرائط الريس توجد الان في الارشيف العثماني في إسطانبول ولم يتم الكشف عنها الا من ذو سنوات ويقول الدكتور محمود السيد الدغيم وهو مؤرخ متخصص في الشأن العثماني ان هناك كنوزا كثيرة مخفية في الارشيف العثماني تحتاج الى همة مؤرخين لإظهارها أخفاها الشعوبيون واللبراليين عمدا حتى لايظهر تاريخ الاسلام
بقلمي
ابووووووووووووائل
١٠/١٠/٢٠١٥

كل الشكر والتقدير لك يا استااااذ ابو وائل

على المعلومات القيمة والمفيدة عن القائد المسلم بيري الريس

للتعريف عن شخصية تاريخية عالمية مهمة

والتي يجب ان لا تنسى لانها من اعلام الجغرافيا البحرية العثمانية

دام ابداعك

خرائط بيري التي أذهلت العلماء !

الخريطة الأولى للعالم: والتي انتهي منها عام 1513 م وفي الجزء الذي وصلنا منها يصف بيري السواحل الغربية من أفريقيا والشرقية من أمريكا الشمالية

الخريطة الثانية للعالم: فهي خريطة للعالم تحمل تاريخ 1528 م، ويضم القسم الذي وصلنا منها الجزء الشمالي للمحيط الأطلسي وشواطئ الشمال في أمريكا الشمالية من جرينلاند حتى شبه جزيرة فلوريدا. وأهم ما يميز تلك الخريطة أن الجزر وبعض الشواطئ رسمت بشكل يقرب للواقع، مقارنة بالخريطة الأولى

احمد محي الدين الريس 250px-Piri_Reis_map_of_Europe_and_the_Mediterranean_Sea

خريطة تُظهر أوروبا وحوض البحر المتوسط

احمد محي الدين الريس Piri-reis-south-america1

أمريكا الشمالة والجنوبية كما تظهر بخريطة بيري للعالم

نظرة مقربة على خريطة بيري للعالم

اهلًا وسهلا ومرحبًا بك اختي الفاضلة مليكة
دائما اختي الكريمة تضيفين لأي موضوع وهذه المرة مثل كل مرة تجلت الروعة
في هذا الرد بالإتيان بخرائط الريس التي ادهشت الأوربيين ووكالة ناسا الفضائية بدققة الرسومات
التي وضعها احمد الريس بكل دقة واتقان رغم ضعف الامكانات في تلك الفترة الزمنية وقد اوردت
اختي الكريمة هذه الخرائط التي ظهرت للعلن من فترة قريبة وكانت ولازالت موجودة في الارشيف العثماني
لكن تم التكتم عليها من قبل حركة الطورانيين التركية التي كانت موالية للغرب ثم أخفيت في عهد مصطفى
كمال اناتورك الذي ألغى الخلافة العثمانية في إسطانبول سنة ١٩٢٤م وله مصلحة كبيرة في اخفاء مثل
هذه الخرائط ليبعد اي اثر لتقدم المسلمين وليبرر لنفسه حركته الانقلابية التي تدعوا الى الجمهورية والتحرر
وحرية المرأة بما لها من تبعات اخرى ورسم خطا لتركيا تكون فيه تابعة للغرب المسيحي ومسح كل اثر إسلامي في تركيا يربطهم بالإسلام حتى حروف اللغة التركية التي كانت عربية غيرها الى الانجليزية ومنع الاذان وغيرها من مظاهر التبعية للغرب والهدف هو تفريغ المجتمع الاسلامي من هويته ودينه وصبه بقالب جديد وهوية جديدة ليظهر لنا جيل مسخ لايعرف الا التبعية للغرب ولا يعتمد على نفسه أبدا وهذا للأسف ماحصل للأمة بعد إلغاء الخلافة لهذا ليس غريبا أبدا ان تختفي هذه الخرائط وغيرها من الوثائق ومن ثم تظهر لنا مشوهة وناقصة وكل الهدف هو تشويه تاريخنا الاسلامي المجيد
شكرًا لك اختي الفاضلة مليكة على المشاركة القيمة واعجبني جدا اتيانك لهذه الخرائط التي اضافت
للموضوع الشئ الكثير
دائما رائعة اختي مليكة دائما متالقة
بورك فيك